بقلم : أ. خالد الإبراهيم أبو ثابت

بسم الله الرحمن الرحيم

خطأ شائع


إن مصطلح "درع الفرات" وإطلاقه على اسم منطقتنا وعلى اسم فصائلنا باسم " فصائل درع الفرات"  أو " مناطق درع الفرات "، لهو مصطلح خاطىء وله دلالات عميقة وسلبية ، ويكون شماعة لأصحاب الهرطقات الدبلوماسية والسياسية ومرجعياتها وأصحاب الفكر الإيديولوجي المرتبط بالتكفير والمزاودات على الثورة السورية وثوارها وعلى أبنائها من النسيج الشعبي الذي يحتضن هذه الثورة والجيش الحر ببعدها الاجتماعي.


درج على الألسن في كثير من وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي والخطابات والمنابر السياسية والثورية والعشائرية وغيرها، وفي كثير من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات السياسية أو الفكرية أو التصريحات العسكرية أو المدنية حتى بين الناس عموما مصطلح "درع الفرات".


إن سبب هذه التسمية كانت لاسم عملية عسكرية واسعة في الريف الشمالي والشرقي من محافظة حلب قام بها "الجيش الحر" بمساندة تركية ضد تنظيم "داعش" ولمنع تقدم وتغول الميليشيات الانفصالية فيها، وهي على غرار أسماء عمليات كثيرة قامت بها جيوش ودول وتحالفات في حروب عدة في دول عديدة.
ولله الحمد والفضل والمِنّة تكللت هذه العملية المشتركة بالنصر والتحرير، وتم طرد تنظيم داعش وقطع الطريق على الميلشيات الانفصالية وإفشال مشاريعهم


وانتهت العملية واسمها، وأزيلت كل الأختام والأوراق والتصريحات وما يمت إلى العملية بصلة، وكانت الدولة التركية قد أعلنت هذا في بيان رسمي وصحفي بانتهاء العملية، أي بانتهاء عملية "درع الفرات" العسكرية .
إي انتهت العملية العسكرية وبقي ريف حلب الشمالي والشرقي محرراً بيد أبنائه وثواره ومحتفظاً باسمه .


ويرى كثيرون أنها تغيير في اسم جغرافية المنطقة من حيث الجذور التاريخية لها والتسمية التاريخية لهذه المنطقة ، بأنها مقترنة باسم منطقة حلب بمساحتها وحدودها المترامية الأطراف.


لذلك يجب تصحيح هذا المسمى والرجوع إلى التسمية الحقيقية والجغرافيا الوصفية لهذه المنطقة باقترانها باسم مدينة حلب الاسم الشامخ الكبير وريفه الممتد الواسع الجميل وبامتزاج مكوناته الاجتماعية السكانية الجميلة التي تمثِّل فسيفساء وطنية حقيقية.


نعم إنه ريف حلب الشمالي والشرقي بمدنه الجميلة والأسماء الكبيرة الشامخة التي لها بصمة في تاريخ الثورة السورية المباركة وبطرد الغزاة المحتلين وبمنع كل المشاريع الانفصالية التي تمحي معالمه وتاريخه وجغرافيته ك " اعزاز ومارع وتل رفعت والباب أخترين والراعي وجرابلس ومنبج وغيرها الكثير من القرى والبلدات التي لم نذكرها.


 ولو أننا قمنا بتغيير أسماء المناطق تبعاً للإسناد والدعم الذي تتلقاه الثورة والثوار لقمنا بتمزيق سورية سياسياً وجغرافياً، ولضطررنا أن نذكر أسماء دروع ومناطق جديدة في كل سورية، ولغيَّرنا من معالمها الجغرافية وأسمائها التي عرفت بها منذ عصور بين أهلها.



لكن يبقى الوطن للمواطنين وسيبقى الريف الشمالي والشرقي لأهله وباسم أهله .
لماذا نغيِّب هذه المدن وأسماءها بعد عدة سنين عن أبنائنا وأجيالنا اللاحقة الذين سيحملون على عاتقهم إرثاً ثورياً يكملون المسيرعلى طريق من سبقهم وأسس ومهّد لهم ذلك بدمائه وتضحياته للوصول إلى غاية الثورة وهدفها .
هذا الجيل الذي سيكمل مشروع النصروالبناء والنهضة في هذا الوطن،


لنكن سداً منيعاً في وجه النظام السوري المجرم ومن معه من الأحلاف الذين يسعون لتغيير ديمغرافية سورية وسكانها على أرض الواقع ومسخ جغرافيتها وسكانها وطمس عمقهم التاريخي وارتباطهم بأرضهم ، ولن نسمح بذلك ولا حتى أجيالنا ولو بمجرد التسمية فقط.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التضليل الإعلامي وآليات السيطرة على الرأي

أهمية دور المرأة في المجتمع

العصبية القبلية وخطرها على الثورة